
إن موضوع الدافعية، عميق متشعب ، قد يحتاج عشرات المقالات لإحاطة بعض جوانبه . لكنني كالعادة ، لن أغوص بكم في تلافيف الجانب الأكاديمي البحت - إلا بما يقتضيه المقام.
اختلفت تعاريف الدافعية Motivation و تعددت . و يمكن تلخيصها في : هي دوافع داخلية و خارجية ، تدفع الشخص إلى تحقيق هدف معين . عبر سلوك يوجه نشاطه إليه .
و تتداخل في مسألة الدافعية ، مجالات مختلفة ، كعلم النفس و علم النفس التربوي و الإجتماعي ...
و عوامل مؤثرة مثل ( دوافع بيولوجية Biological ) ( دوافع اجتماعية Motives Social ) .
كيف نقوي الدافعية عند المتعلّم ؟؟؟؟؟
توفير مناخ مريح للتعبير : عبر تأمين التلميذ من الخطأ ( التفاصيل في صفحتي هذه ( منشور كيف ترفع نسبة المشاركة ). و ( منشور ، كيف يحبك تلاميذك ) ...
التـعــزيــز : أحد أهم مفاتيح الدافعية . فكلما مدحنا المتعلم و عززنا جهده . زادت قابليته لإنجاز أكبر .
كسر حاجز الخــوف : الخوف من الفشل ، عائق أمام أغلب المتعلمين . يجعلهم يركنون إلى دائرة الراحة . و هنا على المربي أن يجعلهم يدركون أن الفشل ليس الإهمال . كلما بذلنا جهدا . فالمهم هو الإيجابية و المشاركة .و يمكن هنا تقديم نماذج لأشخاص فشلوا ثم نجحوا .
الإسـتــدراج ( الفروق الفردية ): إختيار أسئلة و تمارين سهلة للذين ( دافعيتهم ضعيفة ) و منوسطة ( دافعيتهم متوسطة ) قصد بعث الثقة و ترقيتهم إلى الأعلى .
عــدم الإحــبـاط : احذر أن تشعرهم بصعوبة مادتك التعليمية . أو أن تستأثر بثلة من المتميزين . فاستصعاب المادة يعطي إشارت إلى الدماغ ، بعدم البذل و استحالة تحقيق المبتغى.
التـنــويــع : تنويع أساليب التدريس و طرائقه ، ركيزة أساسية في دافعية التعلم . فالمربي الناجح ، هو الذي ينوع تلك الأساليب . و لا يكون أسلوبه معتادا متكررا مملا .
تنـيع الـوسـائـل التعـليـمـة : خاصة لهذا الجيل الذي تشرّب المجال الرقمي الإلكتروني .
مناقشتـهـم في الطـرق التي يفضلونها : يستحب مناقشتهم لسبر احتياجاتهم و ميولهم . مما يكوّن لدى المربي صورة واضحة عن أيسر طرق التعلم . فيستثمرها في الدافعية .
الــربــط : ربط أهداف الدرس بالحاجات النفسية و الذهنية و الاجتماعية للمتعلم و أهدافه المستقبلية .
المـساعـدة و التـزكـيـة : مساعدتهم في بلورة أهدافهم و تزكية أفكارهم لتحقيقها .
الإسـتـثــارة : تنويع الأسئلة و حبكها ، خاصة الأسئلة الدافعة إلى التفكير و إثبات الذات و السابرة .....
الإعــداد : إعداد الدروس و تحضيرها وفق معايير تخدم الدافعية و توافق متطلبات العصر ، مع مراعاة الإبداع و التشويق . و هنا لابد من معرفة علم نفس النمو خاصة . و فقه الواقع ...
القرب من المتعلمين و العدل بينهم و تحفيزهم ... و إشعارهم بأهمية كل واحد منهم ( حتى الضعفاء )
الـتقــبّـل : أن تتقبّل مستوى المتعلم و تحترم مشاعره و ذاته . فهدا يشكل جسرا بينك و بينه .و بالتالي دافية أكبر .
و هذا ما يُعرف بالتأثير غير المباشر ، أين يقبل المربي أفكار المتعلم و يناقشها و يوظفها ، فيدفعه إلى السؤال أكثر و المشاركة الإيجابية . كما جاء في دراسة فلاندرز Flanders.
إستثمار أنـواع الذكـاء في إنجاح النشاط التعلمي ( منشور أنواع الذكاء ) في صفحتي هذه . يمكن الرجوع إليه .
مشنقـة الـرســوب : احذر أن تهددهم بالرسوب و الخيبة . لأن ذلك يجعلهم يرتابون و يترددون . و عوضا عن ذلك ، حاول أن تعرف سبب عدم الدافعية . إن كان عدم القدرة ، أم قلة ثقة ، أم لعوامل اجتماعية أم .... و لكل منها الحل المناسب .
التـذكـيــر : ذكرهم دائما بأهمية العلم و التعلم لتحقيق أهدافهم و إثبات ذواتهم و مستقبلهم .
تضييق احتمالية الفشل و توسيع احتمالية النجاح : أشعرهم أنهم سينجحون و ساعدهم في ذلك. بأن تثير فيهم دافية النجاح أكثر من دافعية الخروج من الفشل .
الإشبـــاع : اشبع حاجاتهم النفسية في الإنتماء و المشاركة و الإنجاز و التقدير و الحب و الفعالية في المجموعة ....
هذا فقط مقتطف يسير . إذ لا تزال عوامل و عناصر أخرى ، لا أرى المقام يتسع لها .
لكن المهم هنا هو وعي المربي بأهمية الدافعية في الـموقف الـتعليمي . و ضرورة استثمارها للوصول بأكبر قدر من المتعلمين . إلى دافعية فعالة ، تمكننا من رفع الضعيف إلى المتوسم و المتوسط إلى الجيد و الجيد إلى التميز . و نكون بذلك حققا فعليا مفهوم التعلم الفعال .
لمن أراد التوسع . عليه البحث و الإبحار في أطراف المسألة و أعماقعا . مثل :
- النظرية الارتباطية Association theory
- النظرية المعرفية Cognitive theory
- النظرية الانسانية Humanistic theory
نظرية التحليل النفسي Psychonalysis theory
و غيرها من أبحاث علم النفس و علم النفس التربوي....