
- لا شك أن في تربية الأبناء تربية صالحة ، أجر عظيم ، و أساس متين لقوام المجتمع و الأمة . و من مبدأ ( الأجر على قدر المشقة ) كان لزاما على أي مرب التحلي بسر نجاح التربية ( الصبر ) .
و هنا ، قد يتخللها إما المكابدة و المشقة ، و إما المتعة و السعادة .
- مردّ ذلك إلى التحكم في مهارات التربية ، بما يوافق الحال ، و فهم ما يلزم لهذا الجيل ( ضمن المعتقد و العادة و الخصوصية ) .
★ في هذا المنشور ، نتطرق إلى مسألة أساس ، و مشكلة عويصة ، ملخصها ( تعبت من تربية أبناء هذا الجيل ! ارتفع ضغطي ، و صرت أضربهم ، أصرخ ، ...... !!!!!!! ) .
هذا بالضبط ما أسميه [ التربية بردة الفعل ] .
- ســـــوال : من يربي من ؟ أو من من المفترض أن يقوم بردة الفعل ؟؟؟
إن كل ما اتصف بالشكوى مما ذكرناه آنفا . قد أعلن عن عدم كفاءته لتربية أبنائه .
لأن الأصل ، هو تمكن المربي و علوه على من يُربي . أي أن يكون المتحكم بزمام الأمر ، لا أن يكون في دور المدافع المهزوم ( فعله و قوله كله مبني على ردة الفعل من قول و فعل الطفل ) .
كيف نتغلب على هذا الإشكال ؟؟
★ حاور الولد و عوّده الحوار منذ بداياته . و لا تظنن أنه لا يدرك .
★ لا تظهر عدم رضاك ، بالصراخ و العصبية . فإن الطفل يتعلم من سلوكك ما لا يتعلمه من كلامك .
★ إن أخطأ ، فركز بهدوء في كيف يصلح الخطأ ( علّمه كيف يتعلم ) .
و حاول أن تشرك في إيجاد الحل . بدل لومه .
★ ركز مهارتك في السلوك ، لا في مهاجمته هو ( فرّق بين السلوك و الشخص )
★ لا تتعامل معه بالحب المشروط ( أحبك إذا فعلت كذا ) و أكرهك إذا فعلت كذا . ينبغي أن تحبه دائما و تظهر له ذلك . و لك أن تكره سلوكه .
★ تعلم كيف تدير غضبك ( اقرأ منشور الغضب في صفحتي هذه ) .
★ تذكر دائما ، أنك تتعامل مع نفس و ليس مع آلة تتحكم فيها .
★ من أفضل الحلول و أوثقها ، أسلوب ( التفاق الملزم ذاتيا ) . أرجو الرجوع إلى منشوراتي السابقة ، مثل أسلوب الألفات الثلاثة و منشور كيف تجعل ابنك يطبق ما تطلبه منه . و غيره .
★ تذكر أن انفعالك لن يُصلح الخطأ . فالإصلاح أساسه تمكين العقل في هدوء و وعي . أما الانفعال ، ما هو إلا تغمية على العقل .
★ لا تنس الدعاء دائما ، فإنك مهما أوتيت ، لن تملك صلاحهم دون توفيق من الله .
★ إلغ من فكرك أي مقارنة ( سواء بجيلك أو بأقرانه أو اخوته ) فلكل صفاته و خصائصه ( الفروق الفردية )
★ ضع في الاعتبار أسلوب الاختيار . وفر له الخيارات و البدائل ( تحدثنا عن ذلك في منشور سابق ).
★ و إليك رمانة الميزان في المسألة : ركز جهدك على إيجابياته لا على سابياته ( إذا رأيته يخطيء ) حاول دفعه إلى دائرة الإحسان .
مثلا : هو لا يهتم و لا يحب مراجعة دروسه . بدل أن تتعب نفسك في إرغامه على المراجعة . تصيّد أي فرصة يراجع فيها ، فأظهر له سعادتك بذلك و شاركه المراجعة بمتعة و حب . مع مدحه .
- امدحه و وفر له أجمل جو إن فعل ما يرضيك ( مع الوقت سيركز على دائرة المدح و يترك السلوك غير الممدوح ) . أرجو مراجعة منشور - أسلوب الإزاحة -
★ امدح سلوكه الحسن أمام الآخرين . فهذا يعزز فرصة تكراره . و بذلك تكون قد أبعدته عن السلوك السيء .
خلاصة الكلام :
إن أهم سبب لشعورنا بالتعب و اتفاع ضغط النفس . هو تركيزنا و تتبعنا لأخطاء أبنائنا . متناسين متغافلين أي سلوك حسن منهم . و لهذا يكون الصواب هو أسلوب المزاحمة أو الإزاحة . بأن نوسع رقعة ( ضوء السلوك الحسن ) على حساب السيء . من خلال تعاملنا بتوازن و وعي . بين التعزيز و التعزير . فكلما اتسعت دائرة التعزيز ، تقلصت دائرة التعزير . أما الإنغماس و التعب في محاولة تغيير الخطأ بالصراخ و المنع المجرد . لن يكلفهم شيئا ، بينما يكلفنا غاليا .
و كمثال : إذا وفرت لابنك متعا مباحة . سيترك المتع المحرمة . و إذ ذاك ، عليك بالهدوء و الاحتواء لهم ( بالإشباع العاطفي ) و الحوار الهاديء ، مع لعب دور الفاعل بدل دور المفعول ( ردة الفعل ) حينها نقول لك : أن من يربي لا هم . أما غير ذلك ، أقترح أن تُستحدث رخصة لتربية الأبناء كما أن هناك رخصة للقيادة .
التربية الحسة ، دورك الأساس .